الضمير في «فيها» يعود إلى هذه السورة، وفي (نوحها) يعود إلى خطايا، و {معذرةً}(١) بالنصب مفعولٌ من أجله أي: نَعِظُهم اعتذاراً إلى الله تعالى، وخروجاً مما وجب علينا، أو اعتذرنا إلى الله تعالى بذلك معذرةً، فيكون منصوباً على المصدر، والرفع بتقدير موعظتنا معذرةٌ عند سيبويه (٢)؛ وقال أبو عُبيدٍ: تقديره هذه معذرة.
{بَيْس}(٣) / أصله بِئْس فقلبت الهمزة ياءً تخفيفاً، وبِئْس أصله بَئِسٌ مثل: حَذر، فأسكنت الهمزة تخفيفاً، ونقلت حركتها إلى الفاء، كما قالوا: كِبْدٌ في كَبِد، وبئيسٌ بوزن فَعِيل شديد، يقال: بَؤُس يَْؤُس بأساً فهو بيئس إذا اشتدَّ، وبَيْأَس مثل: فَيْعَل، وهو صفة كالهيكل والضغيم من الشدة.
و «يمسِّكُون» يقال: مَسَّك يُمَسِّكُ بكذا إذا لَزِمَهُ، وأَمْسَكَ يُمْسِك كقوله:{أمْسِكْ عَلَيكَ زوْجَكَ}(٤)، و {فَأَمْسِكُوهُنَّ}(٥) ونحوه، و «وِلا» متابعة.
(١) الآية ١٦٤ من سورة الأعراف. (٢) قيل لهم: لِمَ تَعِظُون قوماً؟ قالوا: موعظَتُنَا معذرةٌ إلى ربكم. انظر: الكتاب ١/ ٣٢٠. (٣) الآية ١٦٥ من سورة الأعراف. (٤) الآية ٣٧ من سورة الأحزاب. (٥) الآية ٢٣١ من سورة البقرة.