لَوَى رَأْسَه ولَوَّاه عَطَفَهُ وأماله وأعرض، وفي {لوَّوْا}(١) معنى التكثير، {وأكُونَ مِنْ الصَّالِحِين}(٢) النصبُ عطف على {فَأَصَّدَّقَ}(٣)، والجزم عطفٌ على الموضع، لأنَّ الفاء لو زالت لكان أصَّدَّق فعُطِفَ (وأكن) على المعنى.
وقال أبو عبيدة (٤) كأنه قال: هلاّ أخرتني أكن، فالفاء في موضع جزمٍ، أبو عبيد: رأيتها في مصحف عثمان {وأكن} بغير واوٍ، والغيب والخطاب في {يَعْمَلُون}(٥) ظاهر.
و {بَالِغٌ أَمْرَهُ}(٦) مثل: {ومُتِمٌّ نُوْرَهُ}(٧)، و {عَرَّف}(٨) بالتشديد أي: أَعلَمَ حفصةَ ببعض ما نبأتْ به، {وأَعْرَضَ عَنْ بعضٍ}(٩) قال سُفَيْنُ: مازال التغافل من شأن الكرام.
وأما {عَرَف} بالتخفيف، فقال الفرّاء (١٠): هو من قولهم لمن أساء: لأعْرِفَنَّ لك مافعلتَ، وقد عرفتُ ماصنعتَ أي: جازَى ببعض الذنب،
(١) الآية ٥ من سورة المنافقون. (٢) الآية ١٠ من سورة المنافقون. (٣) الآية ١٠ من سورة المنافقون. (٤) مجاز القرآن ٢/ ٢٥٩. (٥) الآية ١١ من سورة المنافقون. (٦) الآية ٣ من سورة الطلاق. (٧) الآية ٨ من سورة الصف. (٨) الآية ٣ من سورة التحريم. (٩) الآية ٣ من سورة التحريم. (١٠) معاني القرآن للفراء ٣/ ١٦٦.