«اكْسِر» أي: اكسر اللام، «واكسر الضم»«بعد» أي: ضم الهاء، قال الزَّجَّاج (١): الخفض على وعنده علم الساعة وقيلِه، عطفٌ على لفظ الساعة، وقال في النصب: هو معطوف على محل الساعة، كما تقول: عجبتُ مِنْ ضربِ زيدٍ وعَمْرَاً التقدير: ويعلم الساعة ويعلم قيله، وبه قال أبو العباس، وذكر سعيد الأخفش (٢) في النصب وجهين:
العطف على (سرهم ونجواهم وقيله)، وأن يكون مصدراً أي: وقال قِيلَهُ، وقيل: هو منصوبٌ على {ورسُلُنَا لَدَيْهِم يَكْتُبُون}(٣) ذلك ويكتبون قيله، وقيل: على إلا من شهد بالحق وهم يعلمون الحقَّ وقِيلَهُ.
قال بعض العلماء: والذي قالوه ليس بقويٍّ في المعنى مع وقوع الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بما لا يحسُنُ اعتراضاً ومع تنافر النظم، وأقوى من ذلك وأوجَهُ أن يكون/ الجرُّ والنصبُ على إضمار حرف القسم وحَذْفِهِ، وأنَّ هؤلاء قومٌ لا يؤمنون جوابُ القسم أي: وأقْسِمُ بقيله يا ربِّ، والصواب في قيلِهِ اخْفِضْ مكانَ اكْسِر، والغيب في {يعلمون}(٤)، لأنَّ قبله:{فاصْفَحْ عَنْهم}(٥)، وبالخطاب على {وقلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُون} أي: قل لهم ذلك كله.
(١) معاني القرآن للزجاج ٤/ ٤٢١. (٢) لم أجده في كتابه معاني القرآن. (٣) الآية ٨٠ من سورة الزخرف. (٤) الآية ٨٩ من سورة الزخرف. (٥) الآية ٨٩ من سورة الزخرف.