لاينصرف، وأنكره سيبويه من قبل أنَّ الجارَّ لا يفصل بينه وبين المجرور، ولا يفرق بين المعطوف وبين حرف العطف، فلا يجوز مررت بزيدٍ في الدار، والبيت عمروٍ.
وقيل: يجوز أن يكون (يعقوب) منصوباً على العطف على موضع إسحاق، وفيه أنك تفصل بين المنصوب والناصب فيصير بمثابة قولك: رأيتُ زيداً، وفي الدار عمراً وهو قبيحٌ للتفرقة.
والوجه هو الأول، [والرفع على الابتداء في أحد قولي سيبويه في هذا ونحوه، والخبر متقدم، أو على أنه مرتفع بالظرف قبله وهو القول الثاني، وإليه ذهب الأخفش واختاره أبو علي (١)(٢).
سِلْمٌ بمعنى السلام كحِرْمٍ وحَرَام، قال الشاعر (٣):
مررْنا فقُلْنا إنه سِلْمٌ فسلَّمَتْ … كما اكتلَّ بالبرق الغَمامُ اللوائحُ
يعني: أننا سلمنا فردت علينا، وقال: سلام أي: أمري سلام، أو جوابي؛ وقيل يريد سلامٌ عليكم، وهو اسمٌ أقيم مقام المصدر فنصب في قوله تعالى {قَالُوا سَلَمَاً}(٤)، و (كَسْرُهُ) يعني في السين، (وسُكُونُه) في اللام و (قصرٌ) يعني: حذف الألفِ، وهو (٥) مبتدأٌ وما عطف عليه و (شاع تنزلاً) خبره.
(١) الحجة ٤/ ٣٦٦، معاني القرآن للأخفش ٢/ ٥٧٩ وفيه الرفع على الابتداء. (٢) مابين المعقوفتين سقط من (ع). (٣) لم أقف على قائله وهو في اللسان (كلل) ١٤/ ١١٦، وتفسير الطبري ١٥/ ٣٨٢، والبحر المحيط ٥/ ٢٤١. (٤) الآية ٦٩ من سورة هود. (٥) قراءة حمزة والكسائي هنا والذاريات بكسر السين وسكون اللام والقصر والباقون بفتح السين واللام والمد.