فلو قال: ورفع الراء للزم من ذلك أن تكون القراءة الأخرى بالنصب وهي بالفتح فقال: وضمُّ الرَّاء لأنَّ الأخرى بالفتح.
وقوله:«تُضَارَرْ» اختلف فيه فقيل: أصله تضارَرْ وكذلك هو في قراءة ابن مسعود وإليه ذهب الفرَّاء وغيره، وفي قراءة ابن عباس تضارِرْ وإليه ذهب الزجَّاج (١)؛ فقال أبو القاسم شيخنا رحمه الله: تُضَارِرْ وتُضَارَرْ ذاهباً إلى تصويب المذهبين جميعاً، و (والدَةٌ) على ذلك مفعولةٌ لما لم يُسَمَّ فاعِلُه، وعلى القول الآخر فاعلة؛ فَمَنْ فَتَحَ فمعناه لاتُمْنَعُ من إرضاع ولدها وهي راضيةٌ بما رضي به غيرُها ولايمنع من نفقته، وعلى الكسر تكون فاعلةً ومعناه لا تتعدَّى في طلب ماليس لها من الأجر ولاتُضَارِر بالامتناع من الإرضاع، ولامولودٌ له داخلٌ في حكم ماقبله على المعنيين.