يعني إنَّ (باء) نبوِّئن (١) أبدل منه «ذات ثلاث» وهي الثاء، وأُسْكِنَت وخُفِّفَت الواو وأبدلت الهمز بالياء فصار لنثوينّهم، والثَّوَاءُ الإقامة، وأثويتُه أنزلتُه، وثَوَى نَزَل، {ومَا كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْين}(٢)، ويقال أيضاً: أثَوَى إذا نزل مثل: ثَوَى.
وأما قول اليزيدي: لو كان لنثوينهم لكان في غُرَف، فقد قال الفرّاء (٣): يقال: بوأتُهُ مَنْزِلاً، وأَثْوَيْتُهُ مَنْزِلاً إذا أنزلته، وقال غير الفرَّاء أثويتُه أنا إذا أنزلته منزلاً يقيم فيه، وبوّأتُه أسكنته، وقيل معناه: لنعطينهم منازل يثوون فيها.
يعني:{ولِيَتَمَتَّعُوا}(٤) وقد سبق في [سورة](٥) الحج نظيره، و «كما حج»: كما غلب بالحجة.
(١) قرأ حمزة والكسائي {لنثوينهم} بالثاء الساكنة وتخفيف الواو وإبدال الهمزة ياء، والباقون {لنُبَوِّئَنَّهُم}. (٢) الآية ٤٥ من سورة القصص. (٣) معاني القرآن للفراء ٢/ ٣١٨. (٤) الآية ٦٦ من سورة القصص. وقرأ ابن عامر وأبو عمرو وورش وعاصم {ولِيَتَمَتَّعُوا} بكسر اللام، والباقون بإسكانها. (٥) مابين المعقوفتين زيادة من (ع).