أي: أسكن الياء، واكسر ضم الهاء إذ فشيا واشتهر، و {عَلِيهِمْ}(١) اسم فاعل في موضع رفع على الابتداء أي: الذي يعلوهم، قال ابن عباس: أما رأيت الرجل يكون عليه الثياب يعلوها أفضل منها، وقرأ ابن مسعود:(عاليتهم) فهي تعضد هذه القراءة، ويجوز أن يكون {عَالِيَهُمْ} ماضياً وإضافته محضة والمعنى أنَّ الله سبحانه وصف ما أتى مَنْ مات مِنْ الصالحين، وأنهم عَلَتْهم ثياب السندس، كما وصف حالهم في آيةٍ أخرى، فقال:{بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}(٢)، {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}(٣) ويجوز أن يكون مستقبلاً، فيكون نكرةً لأنه في تقدير الانفصال، إلا أنه اختص بالإضافة فحسن الابتداء به، إذ كان على صورة المضاف الحقيقي.
قال أبو علي (٤): وهو مفرد في موضع جمع ومثله (٥):
إلا إنّ جيراني العشيَّةَ رائحُ … دعتهم دواعٍ من هوىً ومنادِحُ
قال: وفي التنزيل {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا}(٦)، {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ}(٧)، وكأنَّ اسم الفاعل في هذا أُفْرِد من حيث جعل بمنزلة المصْدَر في نحو (٨):
.................... … ولا خارجاً مِنْ فِيّ زورُ كلام
(١) الآية ٢١ من سورة الإنسان. (٢) الآية ١٦٩ من سورة آل عمران. (٣) الآية ١٧٠ من سورة آل عمران. (٤) الحجة ٦/ ٣٥٥. (٥) لم أهتد إلى قائله وهو في المحتسب ٢/ ١٤٥، والهمع ٢/ ١٨٢، والدرر ٢/ ٢٢٨. (٦) الآية ٦٧ من سورة المؤمنون. (٧) الآية ٤٥ من سورة الأنعام. (٨) البيت للفرزدق وقد تقدم في سورة الأعراف عند البيت رقم (١٢).