ضمُّ الهاء هو الأصل، وقراءته جمعت بين اللغات، لأنه ضمَّ الهاء ها هنا بغير صلة ووصلها بياءٍ في قوله تعالى:{فيهي مُهانا}، وقرأ كسائر القرَّاء فيما سوى ذلك، وله من الحجة أنَّ سكون الياء مِنْ أَنْسانيه عارِضٌ، ففي ضمِّ الهاء نظرٌ إلى الفتحة التي هي حركة الياء في الأصل، وأما {عليهُ الله} فللإشعارِ بجواز الضم في الهاء، وإن كانت قبلها ياءٌ ساكنةٌ لأنها منقلبةٌ عن ألفٍ [ووصلا بفتح الواو ومعناه وصَّلَ حفصٌ (عليه الله بأنسانيه).
و «وُصِّلا» بضمِّ الواو أي. وصِّل الذي في الفتح بأنسانيه على البناء بما لم يسمَّ فاعله] (١).
{ليغْرَق أهلُها}(٢) كقولك: ليموتَ زيدٌ، ولتغرق على خطاب الخضِر، [وقوله:«وقل/ أهلَهَا بالرفع راويه فصَّلا» أي: بَيَّنَ، لأنَّ في ذلك بيانَ أنَّ اللام في القراءتين لام العاقبة أي: لتكون عاقبة أهلها الغرق، لا أنَّ الخَضِر -عليه السلام- قصد إغراق أهلها، وهذا ظاهرٌ في قراءة الرفع، فلمّا عُلِمَ ذلك من هذه القراءة حُمِل المعنى في قراءة الخطاب على ذلك، فيكون لتُغْرِق بالتاء على هذا كما قال عزوجل:{فالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْن ليكونَ لَهُمْ عَدُواً وحَزَناً}(٣) أي: لتكون العاقبةُ ذلك] (٤).
(١) مابين المعقوفتين سقط من (ش). (٢) الآية ٧١ من سورة الكهف. وقراءة حمزة والكسائي {ليغرق أهلها} بالياء وفتح الراء ورفع أهلها، والباقون بتاءٍ مضمومةٍ وكسر الراء ونصب الراء. (٣) الآية ٨ من سورة القصص. (٤) مابين المعقوفتين سقط من (ش، ع).