قلت: وكذلك ذكر النقاش في كتابه قال: هكذا قرأتُ على أبي ربيعة في رواية ابن أبي بزة، وقرأ أبو عمروٍ والله أعلمُ على أبي الفتح، وابن غلبون وغيرِهِما للبزي مثلَ الجماعة وكُتُبُهُم تشهدُ بذلك، وهي في المصحف {ولا تَاْيْئَسُوا}، {إنه لا يَاْيئَسُ}، {أفَلَمْ يَاْيئَس}.
فنُجي على لفظ الماضي المبني للمفعول، والرسم في أكثر المصاحف (٣) كذلك بنونٍ واحدةٍ هذا قول مكيٌّ (٤)، وقال أبو عمروٍ: إنَّ المصاحفَ مُتَّفِقَةٌ على ذلك.
وإنما قال:«ثابتا تلا» لأنهم زعموا أنَّ عائشة رضي الله عنها أنكرت القراءة بالتخفيف، وقالت: معاذ الله لم تكن الرُّسلُ لتظنَّ ذلك بربها (٥).
ورُوي عن ابن عباسٍ (٦) وظنُّوا حين غُلِبُوا وضَعُفُوا أنهم قد أُخْلِفُوا ما وُعِدُوا به من النَّصْرِ، وقال: كانوا بشراً، وتلا:{وزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ}(٧)، ولكن ليطمئنَّ قلبي أنَّ ابني من أهلي.
(١)، (٤٣). (٢) الآية ٢٥ من سورة الأنبياء. (٣) انظر: المقنع ص ٨٦. (٤) الكشف ٢/ ١٧. (٥) انظر: تفسير الطبري ١٦/ ٣٠٧. (٦) انظر: تفسير الطبري ١٦/ ٣٠٧. (٧) الآية ٢١٤ من سورة البقرة.