فإن قيل: إنَّ الألف ترجع إلى الياء في قولك: عليك، وإليك، ولديك، قيل: ليس ذلك ليدل على أصلٍ وهي كالألف في رجلان، فإذا قلت: مررت برجلين لم تنقلب إلى الياء ليدل انقلابها على أنَّ الياء أصلٌ هناك فلذلك لم تمل، فليس هي إذاً كألف قضى] (١).
وأما {مَازَكَى}(٢) فإنما كتب بالياء زعموا لأنَّ بعده {ولكِنَّ اللهَ يُزَكِّي} ليكون رسم الكلمة واحداً فلا يمال لأنه من ذوات الواو، ولأنّ القراءة بأفصح اللغات، فلما كان من العرب من يميل ذلك ونظائره لعوده إلى الياء إذا بُنِي لما لم يُسَمِّ فاعله نحو زُكِّي ودُعِي كانت القراءة بالفتح تنبيهاً على الأفصح.
يريد أنهما اتفقا على إمالة أحيا منسوقاً بالواو وهو قوله تعالى:{وأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وأَحْيَا}(٣)، وانفرد الكسائي بما سوى ذلك ومنه نحو:{فَأَحْيَكُمْ}(٤) و {إنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا}(٥)، وحجة حمزة الوقوف عند الأثر، والجمع بين اللغتين، ولأنه رأس آية.
(١) مابين المعقوفتين سقط من (ت). (٢) الآية (٢١) من سورة النور. (٣) الآية (٤٤) من سورة النجم. (٤) الآية (٢٨) من سورة البقرة. (٥) الآية (٣٩) من سورة فصلت.