وقال:«زِد الهمز واحفلا» لأنَّ مِنْ الناس مَنْ أنكر المد فيه، وهما لغتان، قال الشاعر أنشده الكسائي (١):
ألا هل أتى التَّيْمَ بنَ عَبْدِ مَنَاءَةٍ … على الشَّناءِ فيما بَيْنَهَا ابنُ تميم
فمَن قال: مناة، أخذه مِنْ كون دماء النسائك كانت تُمْنَى عندها أي: تراق، ومَنْ قال: مناءة، فهو مَفْعَلةٌ مِنْ النَّوْءِ، كأنهم كانوا يستمطِرُون عندها الأنواء.
يقال: ضأزَهُ حَقَّهُ يَضْأَزُهُ إذا نَقَصَهُ، وضَازَهُ يَضِيْزُهُ بمعنىً واحدٍ، وأصله إذا ضَامَهُ وجار عليه، وأنشد التوَّزيُّ (٢):
إذا ضأزَانا حَقَّنَا في غَنِيمةٍ … ...............
فأما ضِيْزَى فوزنها فُعْلَى لكن ثَقُلت الضمة مع الياء فكُسِرَت الضاد لتصحَّ الياء كما قالوا: بيض، وأصله فُعْلُ مِثْل حُمْرٍ وسُودٍ، ولا يجوز أن يكون ضِيزَى فِعْلَى، لأنَّ الصفات إنما/ جاءت على فُعْلَى مِثْل: حُبْلَى، وفَعْلَى مثل: سَكْرَى، وليس في الكلام فِعْلَى صفة.
وأمّا ضِئْزَى فمصدر كالذِّكْرَى أي: قسمة ذات ظلم، ولو كان فُعْلَى لقال: ضُؤْزَى، لأنه لا مانع، ولا يكون فِعْلَى لِمَا ذكرت.
قال أبو علي (٣): كان القياسُ في ضِيزى أن يقال: ضُوزَى، ولا يُحْفَلُ بانقلاب الياء إلى الواو، لأنه قد بَعُدَ من الطرف بحرف التأنيث، فلم يكن
(١) وهو في البحر المحيط ٨/ ١٦١، والقرطبي ١٧/ ١٠٢. (٢) وهو في اللسان وتمامه: «تقنَّعَ جارانا فلم يَتَرَمْرَما». اللسان (ضيز) ٧/ ٢٣٥. (٣) الحجة ٦/ ٢٣٣.