النصب يجوز أن يكون واحداً، والجمع أنْصَابٌ، قال الأعشى (١):
وذا النُّصبِ المنصوبِ لا تعبدنَّه لعاقبةٍ واللهَ ربَّك فاعْبُدا
ويجوز أن يكون جمعاً، والواحِدُ نصابٌ، وهي حجارةٌ كانوا نصبوها حول البيت يذبحون عليها تبركاً بها، وتعظيماً لشأنها، وقيل: هو جمع نَصْبٍ في القراءة الأخرى، والنّصْبُ العَلَم، أو الغاية، وقيل: النَّصْبُ ما نُصِبَ فعُبِدَ مِنْ دون الله، وكذلك النَّصْبُ والنُّصُبُ.
قال أبوعبيد:{وَدًّا}(٢) بفتح الواو اسمُ الصنم، واختار ذلك، واحتج بقولهم: عبدُ وَدٍّ، وقد قُوبِل بضدِّ ماقال، وقيل له: المشهورُ عَبْدُ وُدٍّ، والاشتقاق يشهد لذلك، لأنه مِنْ الوِدَاد، وهو اللين والسهولة، وَوَدِدْتُ أَحْبَبْتُ وبَرَزْتُ وتَمَنَّيْتُ سُهُولةَ الشيء، والصحيح أنَّ الصنم يقال له: وَدٌّ ووُدٌّ، والوَدُّ الوَتِد، قيل: كان ودٌّ صورةَ رجلٍ، وسُواعٌ امرأةً،/ ويغوثُ أسداً، ويعوقُ فَرَساً، ونَسْرٌ نَسْراً
قوله:«مع الواو فافتح إن» أراد في اثني عشر موضعاً، {وَأَنَّهُ تَعَالَى}(٣)، {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ}(٤)، {وَأَنَّا ظَنَنَّا}(٥)، {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ}(٦)، {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا}(٧)، {وَأَنَّا لَمَسْنَا}(٨)، {وَأَنَّا كُنَّا}(٩)،
(١) تقدم في مقدمة القصيد عند البيت رقم (٧٥). (٢) الآية ٢٣ من سورة نوح. (٣) الآية ٣ من سورة الجن. (٤) الآية ٤ من سورة الجن. (٥) الآية ٥ من سورة الجن. (٦) الآية ٦ من سورة الجن. (٧) الآية ٤ من سورة الجن. (٨) الآية ٨ من سورة الجن. (٩) الآية ٩ من سورة الجن.