أي: افتتاح القرآن مع ختمه، رُوي أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «سُئل أي الأعمال أفضل، فقال: الحالُّ المرتحِل»(٣).
أي: الذي يحلُّ في ختمةٍ عند فراغه من أخرى، فهو حال في هذه مرتحل من هذه، ومعنى الحال المرتحل (٤): العمل الحال المرتحل، أو عمل الحال المرتحل، يقال: حَلَّ بالموضع حَلاًّ وحُلولا ومحلاًّ.
فإن قلت: فقد قلتم أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:«ما عَمِل ابن آدم من عملٍ أنجى له مِنْ عذاب الله مِنْ ذكر الله».
فكيف الجمع بينه وبين هذا الحديث؟
قلت: القرآن من ذكر الله، إذ فيه الثناء على الله -عز وجل- ومدحه وذكرُ الآية ورحمته وكرمه، وقدرته وخلقه للمخلوقات، ولطفه بها وهدايته لها.
(١) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وصححه السيوطي في الجامع الصغير. انظر فيض القدير ٥/ ٤٥٧. (٢) / ١٤٢. (٣) أخرجه الترمذي في آخر كتاب القراءات، قال الترمذي: هذا حديثٌ حسن غريب لانعرفه إلا من هذا الوجه. جامع الترمذي ٥/ ١٩٧. (٤) معنى الحال المرتحل أنه إذا ختم ختمةً شرع في ختمةٍ أخرى سواءٌ نوى ختمها أولم ينوه، وهذا هو الذي رجحه ابن الجزري. النشر في القراءات العشر ٢/ ٤٤٤.