قلة الحروف، وهي علة فتح بيتي، و «لوىً» أراد لواء الممدود وإنما قصره للضرورة، وأشار بذلك إلى شهرة وجه الفتح، وقد جاء اللواء بمعنى الشهرة، قال -عليه السلام-: «لكل غادرٍ لواءٌ»(١).
وقوله:«وسواه» يعني {بَيْتِي لِلطَّئِفِين}(٢) في البقرة والحج (٣)، «عُدَّ أصلاً ليُحْفلا» أي: عُدَّ أصلاً لمن فتح الذي في نوح ليحفل به، أي: ليحفل عليه من قولهم: حَفَل القوم يَحْفِلُون إذا اجتمعوا كأنَّ حفصاً وهشاماً يقولان: لنافع يلزمك فتح الذي في نوح كما اجتمعنا على فتح غيره، ويحتج نافع باتباع الأثر، والجمع بين اللغتين إذا كانتا فصيحتين شائعتين.
يريد {شُرَكَاءِي قَالُوا ءاذَنَّكَ}(٤) في فصلت {ومِن وَرَاءِي}(٥) في مريم؛ فأما شركاء ففتحها على الأصل، وكذلك ورائي مع أنَّ أحرفها أربعة و قوي الفتح في {وَلِي دِين}(٦) لهذه العلة؛ فلذلك قال:«عن هاد»، فالهاء في «له» تعود على الخلف، والحُلَى جمع حلية.
(١) الحديث روا هـ مسلمٌ في صحيحه. باب تحريم الغدر. (صحيح مسلم بشرح النووي ١٢/ ٤٣) (٢) الآية (١٢٥) من سورة البقرة. (٣) الآية (٢٦) من سورة الحج. (٤) الآية (٤٧) من سورة فصلت. (٥) الآية (٥) من سورة مريم. (٦) الآية (٦) من سورة الكافرون.