يريد فارساً وراجِلاً، فهو واحدٌ يُراد به الجمع في الآية، ورجلك بالإسكان يحتمل أن يكون مخففاً من رَجُلك، ويجوز أن يكون جمع راجلٍ مثل: راكِبٍ ورَكْبٍ، وشارِبٍ وشَرْبٍ، و «عُمَّلا» جمع عامِل منصوبٌ على الحال من الضمير في واكسروا.
يريد بعدهم، وخلافك أيضاً مخالفتك، وقال ذو الرمة (٣):
له واحفٌ فالصُّلبُ حتى تقطعت … خلاف الثريا من أريك مآرِبُه
أي: بعد طلوع الثريا، و {خِلَافَ رَسُولِ الله}(٤) يحتمل أن يكون بعد خروج رسول الله، أو مخالفة رسول الله.
و نأى مثل: رَعَى هو الأصل، وناءَ مثل: راعَ مقلوب منه، وهما لغتان فصيحتان، وكذلك قالوا:(راء) في (رأى)، قال الشاعر (٥):
وكلُّ خليلٍ راءني فهو قائلٌ … مِنَ اجلك هذا هامةُ اليوم أو غدِ
(١) قرأ ابن كثير وأبو عمرو بنون العظمة في هده الأفعال الخمسة، والباقون بياء الغيبة. (٢) البيت للحارث الحازمي اللسان (خلف) ١٠/ ٤٣٥. وروايته في اللسان: عَقب الربيعُ خِلافَهم فكأنما … بسط الشواطب بينهنَّ حصيراً (٣) وهو في ديوانه ص/ ٦٢، ومعنى واحف والصلب: موضعان يرعى فيهما، تقطعت أي: بعد طلوع الثريا فانقطعت حوائجه من هذا الموضع لأنه يبس مرعاه فتحول إلى غيره. (٤) الآية ٨١ من سورة التوبة. (٥) البيت لكثير وهو في ديوانه ١/ ١١١، واللسان (رأى) ١٩/ ١٦، وابن الشجري ٢/ ١٩.