إن جعلنا يأْجُوجَ ومأْجوجَ أعجميين فلا كلام، والمانع من الصرف العجمة والتعريف، واستقام ذلك على قراءة مَنْ لم يهمز فُهُمَا مثل: طالوت وجالوت، فأما مَنْ هَمَز فالمانع من الصرف التأنيث والتعريف، لأنهما قبيلتان.
قال الأخفش (١): إن جعل ألفهما أصليةً فيأجوج يَفْعُولُ، ومأجوج مَفْعُولُ، كأنه من أجيج النار، ومَن لم يهمز جعلها زائدة، فيأجوج/ من يججت، ومأجوج من مججْتُ.
قال أبو حاتم: مأجوج مأخوذ من مَاج يموج إذا اضطرب، ومنه الموج، وماج بهم اضطرب.
وقال قطرب: فيمن لم يهمز ماجوج فاعول كداود، ويكون من المج، وياجوج فاعول يج.
قلت: والظاهر أنه عربي، وأصله الهمز، وترك الهمز على التخفيف، وهو إما من الأجَّةِ وهي الاختلاط، كما قال تعالى:{وتَرَكْنَا بَعْضَهُم يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ في بعْضٍ}(٢)، أو من الأجِّ، وهو سرعة العدْوِ قال (٣):
................ … يؤجُّ كما أج الظليمُ المنقَّرُ
قال الله تعالى:{وهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُون}(٤)، أو من الأجَّة وهي شدة الحر، أومِنْ أجَّ الماء يؤج أجوجاً إذا كان مِلحاً مُرَّاً. والوجهان الأخيران
(١) معاني القرآن للأخفش ٢/ ٦٢١. (٢) الآية ٩٩ من سورة الكهف. (٣) لم أقف على قائله وهو في اللسان وتتمته: فراحت وأطراف الصَّوى مُحْزَئِلَّةٌ … تئجُّ كما أجَّ الظليمُ المفزَّعُ (أجج) ٣/ ٢٨. (٤) الآية ٩٦ من سورة الأنبياء.