الخطاب من المرأة ليوسف ولم يتهيَّأ لها بدلالة {ورَاوَدَتْهُ}(١) و {أنا ورَاوَدَتُّهُ}(٢) و {أَنِّي لم أَخُنْهُ بالغَيْبِ}(٣) "؛ وتابعه على ذلك قومٌ.
وقال مكيٌّ (٤): يجب أن يكون اللفظ (هيتَ لي) ولم يقرأ بذلك أحدٌ، قال: وأيضاً فإنَّ المعنى على خلافه، لأنه لم يزَلْ يَفِرُّ منها/ ويتباعد عنها وهي [تراوده](٥) وتطلبه، وتَقُدُّ قميصه؛ فكيف تخبره عن نفسها أنه تهيأ لها، هذا ضدُّ حالها.
وقال يوسف {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أنِّي لم أَخُنْهُ بالغَيْبِ}، وهو الصادق في ذلك، فلو كان تهيَّأ لها لم يقُلْ هذا ولا ادَّعاه.
وأقول: ليست القراءة بوهْمٍ؛ ومعنى هئت لك تهيَّأت أي: تهيَّأ أمْرُكَ، لأنها ما كانت تقدِم في كلِّ وقتٍ على الخلوة به، أو يكون هئتَ بمعنى حسُنَت هيئَتُكَ، ومعنى لك أي: لك أقول، وقراءةُ ابن ذكوان ونافعٍ [يجوز](٦) أن يكون أصلُهَا الهمْز، ثم خفِّفَ.