وقال أبو الطيب في الإرشاد: اختُلِفَ عن أبي عمروٍ فرُوِيَ عنه بين اللفظين، ورُوِيَ عنه بالفتح، قال: وبالوجهين قرأتُ لأبي عمروٍ، قال: وهو صوابٌ صحيحُ الرواية، والذي أختار بين اللفظين.
وقال ابنُهُ أبو الحسن في التذكرة (١) بعد ذكره الفتح: ورُوِيَ عن أبي عمروٍ بين اللفظين.
وقال أبو محمد مكِّيُّ بنُ أبي طالبٍ رحمه الله (٢): وعن أبي عمروٍ بين اللفظين، والأشهرُ الفتح؛ وأما الإمالة المحضةُ فهي أقيس من الوجهين الآخرين لأنه أمال البشرى إمالةً محضةً، وأمال {الرُّءْيا}(٣) بين اللفظين فكما أمال {رءْيَاي}(٤) بين اللفظين كذلك يقتضي أن يميل بشراي على قياس أصلِهِ، والفتح فيه وبين اللفظين خروجٌ عن الأصل الذي طرده في إمالته، وروى إمالته أبو عليٍّ الأهوازي، عن/ أبي بكرٍ السُّلَمِيّ، عن أبي الحسن بن الأخرم، عن الأخفش، عن سلامٍ عن أبي عمروٍ عن شيوخه الباقين، عن رجالهم.
قال أبو عليٍّ (٥): ومارأيت أحداً من سائر أهل الأمصار قال ذلك عن أبي عمروٍ ولاذكره أحدٌ من المصنِّفين في كتبه عنه؛ والجِهبذ الغاية في تمييز رديء النقود من جيِّدها.
(١) / ٣٧٨. (٢) الكشف ١/ ١٨٥. (٣) الآية ٦٠ من سورة الإسراء. (٤) الآية ٤٣ من سورة يوسف. (٥) أي: أبوعلي الأهوازي.