نزول ما يسوء ويحتمل كما في "الفتح" أن يكون المعنى: اقرءوا والزموا الائتلاف على ما دل عليه وقاد إليه، فإذا وقع الاختلاف، أي: أو عرض عارض شبهة يقتضي المنازعة الداعية إلى الافتراق فاتركوا القراءة، وتمسكوا بالمحكم الموجب للألفة وأعرضوا عن المتشابه المؤدي إلى الفرقة، قال: وهو كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "فإذا رأيتم الذين يتبعون المتشابه منه فاحذروهم"، انتهى.
ومناسبة الحديث الأخير قال العيني (١): مطابقته للترجمة في آخر الحديث، انتهى. يعني: في النهي عن المخالفة وهو ضد الائتلاف، والحديث قد مر في "الإشخاص"، وقال العيني أيضًا: واعلم أن الاختلاف المنهي هو الخارج عن اللغات السبع أو ما لا يكون متواترًا، وأما غيره فهو رحمة لا بأس به وذلك مثل الاختلاف بزيادة الواو ونقصانها في {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ}[يونس: ٦٨] وبالجمع والإفراد {كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ}[الأنبياء: ١٠٤] والكتاب، إلى آخر ما ذكر من الأمثلة.
ثم البراعة عند الحافظ كما تقدم في "مقدمة اللامع"(٢) من قوله: وفي آخر فضائل القرآن: "اختلفوا فأهلكوا"، انتهى. وهكذا عندي في قوله:"فأهلكهم الله".