كتب الشيخ قُدِّس سرُّه (١): قوله: "وكيل: حفيظ محيط. . ." إلخ، يعني: الوكالة ها هنا ليست بمعناه، بل المراد بها الحفظ والإحاطة، وهما وصفان لازمان للوكيل عادة لتمكنه من التصرف فيما وكل عليه.
وقوله:(قبلًا جمع قبيل، والمعنى أنه ضروب للعذاب) يعني: أن العذاب أصناف وضروب، انتهى.
وفي هامشه: بسط الشرَّاح في معنى قوله: "قبلًا"، وفي ضبط هذا اللفظ، قال الحافظ (٢) بعد ما بسط الكلام على الأقاويل فيه: ولم أر من فسّره بأصناف العذاب فليحرر، انتهى.
وحكى القسطلاني قول الحافظ هذا ولم يزد عليه بشيء.
وقال العيني (٣): قوله: "ضروب للعذاب" أشار به إلى قوله تعالى: {وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا}[الأنعام: ١١١] ثم قال: قبلًا جمع قبيل.
قوله:"والمعنى" أشار به إلى أن معنى قبيل ضروب، يعني: أنواع للعذاب، كل ضرب، أي: كل نوع من تلك الضروب قبيل، أي: نوع، انتهى.
وهذا التَّفسير من منتقدات الشيخ قُدِّس سرُّه كما تقدم في مقدمة "اللامع".
والأوجه عند هذا العبد الضعيف: أن ذكر هذا التَّفسير ها هنا ليس في محله، بل هو تفسير لما سيأتي في سورة الكهف في قوله تعالى: وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا} [الكهف: ٥٥]، وفي "تفسير الجلالين"(٤): قوله: "قبلًا" مقابلة وعيانًا، وهو القتل يوم بدر، وفي قراءة بضمتين جمع قبيل، أي: أنواعًا، انتهى.