مناسبة هذا الباب بما قبله من جهة الاشتراك في لفظ التيسير، قال ابن بطال (٤): تيسير القرآن تسهيله على لسان القاري حتى يسارع إلى قراءته، فربما سبق لسانه في القراءة، فيجاوز الحرف إلى ما بعده، ويحذف الكلمة حرصًا على ما بعدها.
قال الحافظ: وفي دخول هذا في المراد نظر كبير، انتهى من "الفتح"(٥).
قلت: وترجم عليه الإمام البيهقي في "كتاب الأسماء والصفات"(٦): "باب الفرق بين التلاوة والمتلو" قال الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ. . .} إلخ، ثم قال بعد ذكر عدة آيات: فالقرآن الذي نتلوه كلام الله تعالى وهو متلو بألسنتنا على الحقيقة، مكتوب في مصاحفنا، محفوظ في صدورنا، مسموع بأسماعنا، غير حالٍّ في شيء منها، إذ هو من صفات ذاته غير بائن منه، وهو كما أن البارئ - عز وجل - معلوم بقلوبنا، مذكور بألسنتنا، مكتوب في