قال الحافظ (١): أي كقدر القصر، ثم قال في شرح الحديث: قوله: "فنرفعه للشتاء فنسميه القصر" بسكون الصاد وبفتحها وهو على الثاني جمع قصرة، أي: كأعناق الإبل، ويؤيده قراءة ابن عباس: كالقصر بفتحتين، وقيل: هو أصول الشجر، وقيل: أعناق النخل، وقال ابن قتيبة: القصر البيت، ومن فتح أراد أصول النخل المقطوعة، شبهًا بقصر الناس، أي: أعناقهم فكأن ابن عباس فسر قراءته بالفتح بما ذكر، وأخرج أبو عبيد بسنده عن ابن عباس: بشرر كالقصر بفتحتين، قال هارون: وأنبأنا أبو عمرو أن سعيدًا وابن عباس قرءا كذلك، وأسنده أبو عبيد عن ابن مسعود أيضًا بفتحتين، وقد أخرج الطبراني في "الأوسط" من حديث ابن مسعود في قوله تعالى: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} قال: ليست كالشجر والجبال ولكنها مثل المدائن والحصون، انتهى.
(٢ - باب قوله:{كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ}[المرسلات: ٣٣])
ليس في نسخة "القسطلاني" لفظ "باب" وقال (٢): ولأبي ذر "باب" وسقط لفظ "باب" لغير أبي ذر، انتهى.
قال الحافظ (٣): ذكر فيه الحديث الذي قبله، ثم قال: قوله: "حتى تكون كأوساط الرجال" قلت: هو من تتمة الحديث وقد أخرجه عبد الرزاق عن الثوري بإسناده، وقال في آخره: وسمعت ابن عباس يسأل عن قوله تعالى: {كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} قال: حبال السفن يجمع بعضها إلى بعض حتى تكون كأوساط الرجال، وفي رواية قيس بن الربيع عن عبد الرحمن بن عابس: هي القلوص التي تكون في الجسور، والأول هو المحفوظ، انتهى.
وكتب الشيخ في "اللامع"(٤): قوله: "كأوساط الرجال" جمع وسط: ما بين خاصرتيه، انتهى.