قال الحافظ (١): قوله: " {فَتَيَمَّمُوا} تعمدوا. . ." إلخ، قال أبو عبيدة في قوله تعالى:{فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا} أي: فتعمدوا، وقال في قوله تعالى:{وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ}[المائدة: ٢]: ولا عامدين، ويقال: أممت، وبعضهم يقول: تيممت، قال الشاعر:
إني كذاك إذا ما ساءَني بلد … يممت صدر بعيري غيره بلدا
ثم قال الحافظ: قرأ الجمهور {وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ} بإثبات النون، وقرأ الأعمش بحذف النون مضافًا كقوله:{مُحِلِّي الصَّيْدِ}[المائدة: ١].
قال الحافظ (٣) - رحمه الله -: تحت قوله: "المحاربة لله: الكفر به": هذا قول سعيد بن جبير والحسن وصله ابن أبي حاتم عنهما، وفسره الجمهور ها هنا بالذي يقطع الطريق على الناس مسلمًا أو كافرًا، وقيل: نزلت في النفر العرنيين وقد تقدم في مكانه، انتهى.
(١) "فتح الباري" (٨/ ٢٧٢). (٢) انظر: "فتح الباري" (٨/ ٢٧٣). (٣) المصدر السابق (٨/ ٢٧٤).