ثم ذكر المصنف لهذا الحديث خمس تراجم في كل ترجمة آية من هذه السورة، ومدار الجميع على أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد، وساق في الجميع الحديث المذكور ليبين أن لفظ {مُدَّكِرٍ} في الجميع واحد، وقد تكرر في هذه السورة قوله:{فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} بحسب تكرر القصص من أخبار الأمم استدعاءً لأفهام السامعين ليعتبروا، وقال في الأولى:"وقال مجاهد: {يَسَّرْنَا}: هونا قراءته" وقال في الثانية عن أبي إسحاق: أنه سمع رجلًا سأل الأسود فهل من مدكر أو مذكر؟ أي: بمعجمة أو بمهملة، فذكر الحديث وفي آخره:"دالًا" أي: مهملة، ولفظ الثالث والرابع كالأول، ولفظ الخامس: عن عبد الله: قرأت على النبي - صلى الله عليه وسلم -: فهل من مذكر، أي: بالمعجمة فقال: فهل من مدكر، أي: بالمهملة، وقوله:{مُدَّكِرٍ} أصله مذتكر بمثناة بعد ذال معجمة فأبدلت التاء دالًا مهملة ثم أهملت المعجمة لمقاربتها ثم أدغمت، انتهى من "الفتح"".
وسيأتي الكلام على تكرار حديث واحد في عدة تراجم في "باب قوله: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ} الآية [القمر: ٥١]. . ." إلخ.