قال الحافظ (١): اتفق أهل العلم بالنقل على أن المراد به ههنا يوم أُحد، وغفل من قال: يوم بدر؛ لأنه لم يقول فيها أحد من المسلمين، نعم المراد بقوله تعالى:{وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}[الأنفال: ٤١] وهي في سورة الأنفال يوم بدر، ولا يلزم منه أن يكون حيث جاء {الْتَقَى الْجَمْعَانِ} المراد به يوم بدر، انتهى.
قال الحافظ (٢): قوله: ({تُصْعِدُونَ}: تذهبون. . .) إلخ، سقط هذا التفسير للمستملي، كأنه يريد الإشارة إلى التفرقة بين الثلاثي والرباعي، فالثلاثي بمعنى ارتفع والرباعي بمعنى ذهب، وقال بعض أهل اللغة: أصعد إذا ابتدأ السير، وقوله:{فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ}[آل عمران: ١٥٣] روى عبد بن حميد من طريق مجاهد قال: "كان الغم الأول حين سمعوا الصوت أن محمدًا قد قتل، والثاني لما انحازوا [إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -] وصعدوا في الجبل، فتذكروا قتل من قتل منهم فاغتموا"، ومن طريق سعيد عن قتادة نحوه وزاد:"وقوله: {لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ}[آل عمران: ١٥٣]، أي: من الغنيمة {وَلَا مَا أَصَابَكُمْ}[آل عمران: ١٥٣]، أي: من الجراح وقتل إخوانكم"، وروى الطبري من طريق السدي نحوه، لكن قال:"الغم الأول ما فاتهم من الغنيمة، والثاني ما أصابهم من الجراح"، وزاد:"قال: لما صعدوا أقبل أبو سفيان بالخيل حتى أشرف عليهم، فنسوا ما كانوا فيه من الحزن على من قتل منهم، واشتغلوا بدفع المشركين"، انتهى.
وكتب الشيخ في "اللامع"(٣): قوله: (أصعد وصعد. . .) إلخ، يعني به: أن اللفظ مشترك بين الذهاب في الأرض والرقي على الشيء المرتفع،