الأول، ومر الكلام فيه عن قريب، وكان وصول أكثر أصحابه قبله، ونزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على كلثوم [بن الهدم]، قاله ابن شهاب، وقيل: نزل على سعد بن خيثمة وجمع بينهما بأن نزوله كان على كلثوم وكان يجلس مع أصحابه عند سعد بن خيثمة؛ لأنه كان أعزب، وكان يقال لبيته: بيت العزاب، قال ابن شهاب: وبلغ علي بن أبي طالب نزوله أمنًا بقباء، فركب راحلته فلحق به وهو بقباء. انتهى.
وشرح العلامة القسطلاني (١) الترجمة بقوله: "باب مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم -" إلى قباء يوم الاثنين أول ربيع الأول، وقيل: في ثامنه، "ومقدم" أكثر "أصحابه المدينة" قبله. انتهى.
وقال الحافظ (٢) تحت الباب: تقدم بيان الاختلاف فيه في آخر شرح حديث عائشة الطويل في شأن الهجرة، وقال هناك: دخل المدينة بعد أن استهل ربيع الأول، ثم قال: أقل ما قيل: إنه دخل في اليوم الأول منه، وأكثر ما قيل: إنه دخل في الثاني عشر منه.
وقال أيضًا في شرح قوله:"حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف": ومنازلهم بقباء، وهي على فرسخ من المسجد النبوي بالمدينة، وكان نزوله على كلثوم بن الهرم (٣)، وقيل: كان يومئذٍ مشركًا، وجزم به محمد بن الحسن بن زبالة في "أخبار المدينة".
قوله:(وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول) وهذا هو المعتمد. وشذّ من قال: يوم الجمعة.
في رواية موسى بن عقبة عن ابن شهاب "قدمها لهلال ربيع الأول"؛
(١) "إرشاد الساري" (٨/). (٢) "فتح الباري" (٧/ ٢٦٠) و (٧/ ٢٤٧) و (٧/ ٢٤٣، ٢٤٤). (٣) كذا في "الفتح"، والصواب: "الهدم" كما في "العيني" (١١/ ٦٤٦)، و"الطبقات" (١/ ٢٣٣)، و"أسد الغابة" (١/ ٤٢٨).