ودم الحيض يتحادر من أعماق البدن إلى الرحم، فيجمعه الرحم طول مدة الطهر، ولذلك سمي الطهر قرءًا، من قريت الماء في الحوض إذا [جمعته](١) فيه (٢).
ويقال: حاضت المرأة، وتحيضت حيضاً، ومحاضاً، ومحيضاً؛ إذا سال دمها على العادة، وإلا قيل: استحيضت؛ فهي مستحاضة.
وقيل: الحيض؛ من قولهم: حاضت الشجرة؛ إذا خرج منها ماء أحمر (٣).
ودم الحيض: أسود غليظ.
ودم الاستحاضة: أحمر رقيق.
قال مالك: الدفعة من الدم حيض (٤).
يريد في العبادة؛ لا في العدة والاستبراء، لقوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ﴾ [البقرة: ٢٢٠]، فيعتزلهن في قليل الأذى وكثيره.
والأمر باعتزالهن يقتضي معرفة سبب الاعتزال قبل أن يعتزل، فلو كان لا يعلم إلا بعد يوم وليلة، أو ثلاثة أيام؛ لكان الأمر معلقاً على ما لا يعرفه (٥).
قال الطرطوشي: الحيض هو السيلان، حاض الوادي إذا سال، وحاضت الشجرة إذا سال صمغها، وهذا المعنى في الدفعة الواحدة.
(١) في الأصل: (أجمعته)، والأقرب ما أثبت، وهو الموافق لحرف «التذكرة» (١/ ٣٠٨). (٢) انظر: «شرح حدود ابن عرفة» (ص ٥٩). (٣) انظر: «الذخيرة» (١/ ٣٧١). (٤) بنحوه في «المدونة» (١/ ١٧٠). (٥) انظر: «المنتقى» (١/ ٤٥١).