للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لشيء من التعقب، والتوجيه، والتخليص، والاختصار، والحذف، والإضافة؛ فصيره أساسا لعمله، وأجرى عليه بديع قلمه.

واحتفت جمهرة من المالكيين بتسميته شرحا للجلاب كما مر النقل عن شراح المذهب؛ بل اعتبروا أن ما أقره القرافي من شرح التلمساني محل قبول وتقوية واعتماد (١)، مما يدل دلالة صريحة على استقلاله عن «تذكرة أولى الألباب» بهذا الاعتبار.

* الإطلاق الثاني: باعتبار التبعية في التصنيف: (اختصار شرح الجلاب للتلمساني).

وجه هذه التسمية أن القرافي ضمن شرح التلمساني في كتابه بعد اختصاره لشرحه «للتفريع»، ورمز له بـ (ت)، وسلك فيه مسلك التلخيص، والشرح، والتفريع، وتذييل الفوائد، والتقعيد، والتوجيه، والإحالة، وغير ذلك مما أودعته فصل ملامح وسمات منهج القرافي في هذا الكتاب.

وإن كان هذا الإطلاق توصيفا لأصل مادته باعتبار كثرتها وغلبتها، لكن ربما توهم اقتصاره على الحذف، والقرافي أسهم بلمساته الثرية من التفريع والبناء والإضافة.

ودرج على هذه التسمية جمع من العلماء المالكيين: كالتاج الفاكهاني (٢)،


(١) قال الحطاب في مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (٢/ ٥١١): «قاله التلمساني في شرح الجلاب وعلل ذلك … [ثم قال:] وقبل القرافي في شرح الجلاب كلام التلمساني».
(٢) ورد في «التحرير والتحبير في شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني» للفاكهاني (٤/ ٣٤٢ - ٣٤٣) قوله: (ثم إني رأيت بعد ذلك للشيخ شهاب الدين القرافي كلاما على هذه المسألة في=

<<  <  ج: ص:  >  >>