عن تعلم العلم الشرعي فقال: «لا تعلموا العلم، لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا تخيروا به المجالس، فمن فعل ذلك، فالنار النار" (١)؛ لأنه لم يقصد به وجه الله -عز وجل-، وقال ابن مسعود -رضي الله عنه-: " لا تعلموا العلم لثلاث: لتماروا به السفهاء، أو لتجادلوا به الفقهاء، أو لتصرفوا به وجوه الناس إليكم، وابتغوا بقولكم عند الله، فإنه يبقى ويذهب ما سواه" (٢)، وقال معاذ بن جبل -رضي الله عنه-: " تعلموا العلم فإن تعلمه خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقه، وبذله لأهلة قربة، وهو الأنس في الوحدة، والصاحب في الخلوة " (٣)، اللهم أعنا ولا تحرمنا هذا الفضل.
قوله:«وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ».
تقدم قول ابن مسعود -رضي الله عنه- برقم ١٤٥، وهذا أمر بنشر العلم الشرعي بأنواعه، وتعليمه للناس، وقد توعد الله -عز وجل- من كتم العلم وعلى عدم تعليمه للناس، فقال:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} الآية (١٥٩) من سورة البقرة، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من كتم علما تلجّم بلجام من نار يوم القيامة»(٤).
(١) انظر جامع العلوم والحكم ١/ ٧٨. (٢) انظر جامع العلوم والحكم ١/ ٧٨. (٣) المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية ٢/ ٨٧. (٤) ابن حبان حديث (٩٥).