يقدم له ما حضر، فإذا مضى الثلاث فقد قضى حقه، فإن زاد عليه استوجب به أجر الصدقة (١).
أما قوله:" مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ " فالجار له ثلاث حالت: جار من ذوي القربى، وجار جنب، ليس له صلة نسب ولا رحم، والصاحب بالجنب، وقد أوصى الله -عز وجل- بهم فقال:{وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ}(٢)، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما زال يوصيني جبريل بالجار، حتى ظننت أنه سيورثه»(٣).
وقوله:" وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَسْكُتْ " فيه إرشاد المؤمن إلى مكاسب اللسان من أقوال الخير؛ لأنها من المغانم التي يحرص عليها المؤمن، وإلا فالصمت أسلم، من إثم القول، وأبعد عن الشر.
وهذا يجمعه قول الله -عز وجل-: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}(٤).
وهكذا تكون أخلاق المؤمن، وشهامته وشيمته في هذه الخلال وغيرها من الفضائل.
(١) أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري) (٣/ ٢١٧٢). (٢) من الآية (٣٦) من سورة النساء. (٣) البخاري حديث (٦٠١٤) ومسلم حديث (٢٦٢٥). (٤) من الآية (١٣٤) من سورة آل عمران. (٥) في بعض النسخ الخطية زيادة " كله " وزاد بعده في بعضها " ثم لينزعه ". (٦) رجاله ثقات، وأخرجه البخاري حديث (٣٣٢٠).