سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وشُعْبَةُ، وعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، سُوَيْدُ بْنُ الْحَارِثِ، من أفراد الدارمي، ولم يذكر بجرح، وهم أئمة ثقات تقدموا، وأَبو ذَر، -رضي الله عنه-.
الشرح:
المراد الحرص على الإنفاق في سبيل الله -عز وجل-، وألا يستكثر المسلم ما ينفق؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبر أنه لا يسره أن يكون عنده وزن أحد ذهبا وتمر عليه ثلاثة أيام أقصى حد ويبقى عنده شيء إلا أنفقه في سبيل الله -عز وجل-.
(١) فيه سويد بن الحارث، سكت عنه الإمامان البخاري وأبو حاتم، وقال في الإكمال مجهول، ورده ابن حجر بقوله: هذه مبالغة، فإن سند الحديث إلى هذا الرجل على شرط الصحيح (تعجيل المنفعة ١٧١ - ١٧٢) وأصله عند البخاري حديث (٦٤٤٤) ومسلم حديث (٩٩١) وانظر: (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث ٥٧٩). (٢) الصحيح في اسم والده " قرص " بالصاد المهملة، كما في تاريخ البخاري، وأسد الغابة، والإصابة، والثقات لابن حبان، وله موقف مع الخوارج انتهى بقتله. (٣) رجاله ثقات، وأخرجه أحمد حديث (٢٠٧٥١، ٢٠٧٥٢). (٤) قلت: هكذا استحق الصحابة -رضي الله عنهم-، أن يكونوا خير الناس بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنهم أخذوا أنفسهم بتطبيق ماء به من الخير والهدى، ولم يتساهلوا في صغير ولا كبير، فلما تساهل المسلمون بعدهم شيئا فشيئا، حتى أصبح منهم من ألغاء أمورا شرعها الله ورسوله، باسم مواكبت العصر، والمرونة ونبذ التشدد، وتناسوا أن ذلك يجرهم إلى الوقوع في الكبائر، وحال الكثيرين من المسلمين شاهد على ما نقول.