والمراد بالحديث: بذل النفس دونه -صلى الله عليه وسلم- وقد كان هذا من الصحابة -رضي الله عنهم-، يقاتلون معه آباءهم، وأبناءهم، وإخوانهم، وقد قتل أبو عبيدة -رضي الله عنه- أباه لإيذائه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتعرض أبو بكر -رضي الله عنه- يوم بدر لولده عبد الرحمن لعله يتمكن منه فيقتله.
فمن وُجد هذا منه فقد صح أن هواه تبع لما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- (١).
فالحب الحقيقي في الاتباع، وليس في الابتداع بدعوى حب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وليس من حبه الغلو فيه -صلى الله عليه وسلم- فهو بشر اصطفاه الله -عز وجل- للرسالة وهداية الناس للعمل بكتاب الله، وبسنته -صلى الله عليه وسلم-، وسنته ما ثبت من قوله أو فعله أو تقريره، ومعلوم أن من كذب عليه متعمدا فمقعده في النار.
أَبُو نُعَيْمٍ، هو الفضل بن دكين، وزُهَيْرٌ، هو ابن معاوية، وعَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، ضعيف تقدم، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ، هو ثقة تقدم، وأَبو بَكْرَةَ، -رضي الله عنه-.
الشرح:
لا شك أن من طال عمره في طاعة الله -عز وجل- فذاك زيادة له في الخير يتاجر مع الله -عز وجل-؛ لأن رأس مال المسلم عمره في تجارته بالأعمال الصالحة، ونقده ذكر الله -عز وجل- بلسانه، وطاعته بجوارحه، وربحه الثواب من الله -عز وجل-، وكلما طال عمره وهو في ذكر وطاعة،
(١) شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد (ص: ١٣٦). (٢) فيه علي بن زيد بن جدعان ضعيف، وله شواهد، وأخرجه الترمذي حديث (٢٣٣٠) وقال: حسن صحيح.