هذه رخصة من الله -عز وجل- ورحمة بعباده أجراها على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- فهي سنة في حال اشتداد البرد أو المطر، أو الخوف كما يحدث اليوم في العالم من حضر التجول، وما يترتب على الخروج إلى المساجد من التعرض للتهلكة، وقد نهى الله -عز وجل- عن ذلك فقال:{وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}(١)، فهذه الرخصة وإن كانت سنة فهي في حال الخوف من التهلكة والضرر فإنها حينئذ عزيمة، يجب الأخذ بها.
هذا سبب المفاضلة؛ من صلى في بيته فاته أجر كثير، الخروج والخطى والذكر وفضيلة الصف الأول أو الثاني، وفضل انتظار الصلاة، وفضل الجماعة، ومن هنا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة»(٤).
قال الدارمي رحمه الله تعالى: ١٣١٤ - (٢) أَخْبَرَنَا مُسَدَّدٌ قال: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:
(١) من الآية (١٩٥) من سورة البقرة. (٢) في الأصول الخطية (بضع) وهو خطأ. (٣) رجاله ثقات، وأخرجه البخاري حديث (٦٤٨، ١٧٦) ومسلم حديث (٦٤٩) وانظر: (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث ٣٨٠). (٤) البخاري حديث (٦٤٥) ومسلم حديث (٦٥٠).