هذا هو الصواب ومن قال:" فقرأه عند زوال الشمس " فقد وهم؛ لأنه وقت لا يتسع لقراءة حزب، ولاسيما إذا كان طويلا، كقراءة جزء فأكثر، وقد كان حزب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر ركعات من الليل، ثم يوتر بواحدة، فكم يكون الحزب على هذا.
قال الدارمي رحمه الله تعالى:
٣٤٤ - باب يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ومُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، لا بأس به، وأَبو سَلَمَةَ، هم أئمة ثقات تقدموا، وأَبو هُرَيْرَةَ، -رضي الله عنه-.
الشرح: هذا معتقد الصحابة -رضي الله عنهم- ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وأن الله -عز وجل- {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(٣)، ينزل في كل ليلة لحاجة الخلق إليه {وَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}(٤)، وهو رحيم بما خلق، قال عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه-: "قدم على النبي -صلى الله عليه وسلم- سبي، فإذا امرأة من السبي قد تحلّب ثديها تسقي، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته، فألصقته ببطنها وأرضعته "، فقال لنا النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أترون هذه طارحة ولدها في النار» قلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال:«لله أرحم بعباده من هذه بولدها» أخرجه البخاري حديث (٥٩٩٩) ومسلم حديث (٢٧٥٤)، فالأحرى
(١) ليس في بعض النسخ الخطية " من ذا " في المواضع الثلاثة. (٢) سنده حسن، وأخرجه البخاري حديث (١١٤٥) ومسلم حديث (٧٥٨) وانظر: (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث ٤٣٤). (٣) من الآية (١١) من سورة الشورى. (٤) من الآية (٢٦) من سورة لقمان.