أما قوله:«إِنِّي أَرَاكُمْ تُفْتَنُونَ في قُبُورِكُمْ كَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ». «إِنِّي أَرَاكُمْ تُفْتَنُونَ في قُبُورِكُمْ كَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ» فالمراد بفتنة القبر السؤال فيقال للمؤمن: " من ربك؟ فيقول: ربي الله، ونبيي محمد -صلى الله عليه وسلم-، فذلك قوله -جل جلاله-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}(١)، أما غير المؤمن فيقال له: " من ربك؟ فيقول: هاه هاه، لا أدري، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه، لا أدري، ويقال له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه، لا أدري، فينادي مناد من السماء: أن كذب، فافرشوه من النار، وألبسوه من النار، وافتحوا له بابا إلى النار " (٢)، وهذا معنى قول الله -عز وجل-: {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}(٣)، أي كذلك يضلهم في الدنيا والآخرة.
أما استعاذة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من عاب القبر ففيه جواب ما سألت عنه عائشة رضي الله عنهما، وهو إثبات منه -صلى الله عليه وسلم- لعذاب القبر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر،
رجال السند: أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ الْبُوَيْطِيُّ، هو ابن يحيى منسوب إلى قرية بمصر، إمام ثقة صحب الشافعي حتى صار أعلم الناس به، له مواقف وفضائل، ومُحَمَّدِ بْنِ
(١) من الآية (٢٧) من سورة إبراهيم. (٢) انظر سنن أبي داود حديث (٤٧٥٣) (٣) من الآية (٢٧) من سورة إبراهيم. (٤) وأخرجه البخاري حديث (١٠٥٢) ومسلم حديث (٥١٩٧) وانظر: (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث ٥٢٥).