الشفاعة» (٤)، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، إلا حلت له شفاعتي يوم القيامة»(٥)، والوسيلة: أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما تقدم: أنها منزلة في الجنة، والدعوة التامة: دعوة الأذان، سميت بذلك لكمالها وعظيم أجرها، والصلاة القائمة: المراد التي نودي لها، وأنها ستقام ويحضر السامعون الدعوة لها، والمقام المحمود هو مقام الشفاعة، ذكر في الدعاء منكرا، هكذا " مقامًا محمودًا " اتباعا للفظ القرآن، قال الله -عز وجل-: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}(٦).
المستفاد:
* الحرص على متابعة المؤذن عند سماع الأذان، على نحو ما ورد آنفا.
* الحرص على الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، لما في ذلك من الأجر، وأن الله -عز وجل- يصلي على قائلها عشرا.
* الحرص على الدعاء للنبي -صلى الله عليه وسلم- بأن تكون له منزلة في الجنة خاصة به -صلى الله عليه وسلم-، وهذا معنى الفضيلة، أنه يفضل بها.
* الحرص على الدعاء للنبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يبعث مقاما محمودا، والمعنى تحمد الخلائق له ذلك المقام وهو مقام الشفاعة.
* والحرص على الثناء على الله -جل جلاله- بأنه لا يخلف الميعاد، وقد قال -عز وجل-: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}(٧)، وانظر التالي.
(٤) مسلم حديث (٣٨٤). (٥) أبو داود حديث (٦٨٠). (٦) من الآية (٧٩) من سورة الإسراء. (٧) من الآية (٧٩) من سورة الإسراء.