للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه: قوله : إنكم في زمان قليل قراؤه، كثير فقهاؤه، تحفظ فيه حدود القرآن، وتضيع حروفه، وسيأتي زمان قليل فقهاؤه، كثير قراؤه، تحفظ فيه حروف القرآن، وتضيع حدوده (١).

إذا ثبت هذا فيقدم الأفقه، فإن استووا قدموا لأنفسهم من شاءوا، فإن ترجح أحدهم بعلم أو صلاح أو صيانة أو كبر سن أو حسن الهيئة قدم فإن اختلفت صفاتهم.

قال مالك و (ش) وأكثر الفقهاء: يقدم العالم على القارئ والعابد وذوي السن (٢).

وقال (ح) وابن حنبل وغيرهما من أهل الحديث: يقدم القارئ إن كان يحسن الصلاة.

لنا أن الصلاة لها أحكام وعوارض من سهو وغيره؛ فلا يقدم على العارف بذلك، كما لا يقدم في القضاء من لا يدري الأحكام، ولا في الشهادة من لا يدريها.

وقد روى ابن وهب: أنه قال: يؤم القوم أفقههم (٣)، وهو نص.

ولقوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: ٩]، فقدم العالم على غيره.

وقدم رسول الله المتفقهة في القرآن على المتفقهة في السنة؛ لأن القرآن


(١) أخرجه مالك في «الموطأ» رقم (٤٢٩).
(٢) انظر: «النوادر» (١/ ٢٨١).
(٣) انظر: «إكمال المعلم» (٢/ ٥٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>