وأما موضع السجود فاتفق الجميع أن سجدة الأعراف في آخرها عند قوله تعالى: ﴿وَ لَهُ يَسْجُدُونَ﴾ [الأعراف: ٢٠٦]، وفي الرعد: ﴿وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾ [الرعد: ١٥]، وفي النحل: ﴿وَ يَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [النحل: ١٥]، وفي بني إسرائيل: ﴿وَ يَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ [الإسراء: ١٠٩]، وفي مريم: ﴿خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾ [مريم: ٥٨]، وفي الحج: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾ [الحج: ١٨]، واختلفوا في الثانية، ومن قاله فعند قوله: ﴿افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الحج: ٧٧]، وفي الفرقان: ﴿وَزَادَهُمْ نُفُورًا﴾ [الفرقان: ٦٠].
وقال مالك و (ح): يسجد في النمل عند ﴿رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ [النمل: ٢٦].
وقال (ش): ﴿مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ﴾ [النمل: ٢٥].
واتفقوا في ﴿الم تَنْزِيلُ﴾ عند قوله تعالى: ﴿وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ [السجدة: ١٥]
واختلفوا في ﴿ص﴾ هل هي من العزائم أم لا؟
قال مالك: من العزائم.
وقال (ش): ليست من العزائم بل سجدة شكر.
قال اللخمي: وفائدة أنها من العزائم فعلها في الصلاة.
لنا: قول ابن عباس: سجدها داود، وأمر صاحبكم أن يقتدي به، يعني: النبي ﷺ.
قال المازري: وسجدها عثمان في صلاته، وسجد الناس معه.
واختار أبو الحسن القابسي: أن يسجد عند قوله تعالى: ﴿وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾ [ص: ٢٤]، وابن حبيب عند قوله تعالى: ﴿لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبِ﴾ [ص: ٢٥]، فرأى