الله عنها قالت: «قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطيباً، فذكر فتنة القبر التي يُفتتن فيها المرء، فلما ذكر ذلك ضَجَّ المسلمون ضجةً» (١).
وللقبر ظلمات لا ينورها إلا صالح الأعمال. وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن هذه القبورَ مملوءةٌ على أهلها ظلمةٌ وإنَّ الله لينوِّرها بصلاتي عليهم» (٢).
قال شيخنا أبو القاسم رحمه الله: وكان ابن السِّمَاك كثيراً ما ينشد:
ألا خلا في القبور ذو خَطَرِ … فزُرْهُ يوماً وانظر إلى خطرهِ
أبْرَزَه الموتُ من مساكنه … ومن مقاصرِهِ ومن حُجَرِه
قال رحمه الله: فحملني استحسانها على الزيادة فيها فقلت:
إلى ديار البلى فحلَّ بها … ياليت شعري ماكان من خبره
لم يُغْنِ عنه مَالٌ ولا ولدٌ … ولاحميمٌ يَعُودُ مِنْ نَفَرِه
ولم يجِدْ في ظَلامِ حُفْرتِه … نُورَاً سِوى ما أنارَ في عُمُرِه
مَنْ لم يَكنْ بالقبور متعظاً … أخفقَ في وِرْدِه وفي صَدْرِه
وقال مرةً: لم يحلَّ في ورده ولاصدره
[وقال شيخنا أيده الله وسألت أن أنظم عليها أبياتاً فقلت:
مرَّ بها ناسياً لوحشتها … وهو إليها يجدُّ في سفره
ولم يرعه فظيع منظرها … كأنه قد أُصيب في بصره
عجبتُ من شَامتٍ بمخترمٍ … وأنَّه ذاهبٌ على أثره
ومن كبير ذنبٍ منيتُه … ولا يخاف الردَّ على كِبره
الحمد لله ما قضاه جرى … ولا يفرُّ العباد من قدره] (٣)
(١) لم أجد له تخريجاً.
(٢) صحيح مسلم باب الصلاة على القبر ٧/ ٢٦.
(٣) مابين المعقوفتين سقط من (ش)