ويشهد له حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن ابن أبي معيط كان يجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة لا يؤذيه .. الحديث .. فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسيرا في سبعين من قريش وقدم إليه أبو معيط فقال: تقتلني من بين هؤلاء؟ قال نعم. بما بصقت في وجهي. فانزل الله في أبي معيط:
{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} [الفرقان: ٢٧]، إلى قوله: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} [الفرقان: ٢٩]». (١)
ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية ومأخذ سبب النزول.
الوجه السادس عشر: أبو طالب بن عبد المطلب.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ} [الطارق: ٥].
وقال به السمرقندي، والثعلبي (٢).
الوجه السابع عشر: عتبة بن أبي لهب.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} [عبس: ٢٤].
وقال به من السلف: ابن جريج، والكلبي (٣).
وقال به من المفسرين: مقاتل بن سليمان، والماوردي، وابن الجوزي (٤).
الوجه الثامن عشر: عدي بن ربيعة.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ} [القيامة: ٣].
وقال به من المفسرين: مقاتل بن سليمان، والبغوي، والزَّمخشري، وابن الجوزي، والقرطبي، وأبو حيان (٥).
الوجه التاسع عشر: عتبة بن ربيعة.
(١) قال الزيلعي: «قلت: رواه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني بنقص يسير في كتابه دلائل النبوة في فصل الغزوات وهو الفصل الثامن والعشرون، وصحح إسناده السيوطي (تخريج الأحاديث والآثار ٢/ ٤٥٨، الدر المنثور ٦/ ٢٥٠)
(٢) تفسير السمرقندي ٣/ ٥٤٦. الكشف والبيان ١٠/ ١٧٧.
(٣) ذكره عنهما الماوردي في النكت والعيون ٦/ ٢٠٥.
(٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٥٩٢. النكت والعيون ٦/ ٢٠٥. زاد المسير ص ١٥١٦.
(٥) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٥٠٩. معالم التنزيل ص ١٤٩٢. الكشاف ٤/ ٦٦٠. زاد المسير ١٤٩٢.الجامع لأحكام القرآن ١٩/ ٦١. البحر المحيط ١٠/ ٣٤٤.