وقال به من المفسرين: ابن جرير، والبغوي، والزَّمخشري، وابن كثير (٢).
ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معاني الآيات، ومأخذه تفسير الشيء بما يقاربه؛ قال ابن فارس:«الكاف والواو والنون أصلٌ يدلُّ على الإخبار عن حدوثِ شئ، إمَّا في زمانٍ ماضٍ أو زمان راهن. يقولون: كان الشيءُ يكونُ كَونًا، إذا وَقَعَ وحضر»(٣).
الوجه الثالث: بمعنى بان.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى:{فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأعراف: ١١٨].
ومعنى كلام السلف يدل عليه؛ كقول ابن عباس:«ظهر»(٤) ومثله عن مجاهد (٥).
وتبع السلفَ المفسرون في هذا ومنهم: الفرَّاء، وابن جرير قالا: تبين، والنَّحَّاس، والبغوي قالا: فظهر، والزَّمخشري قال: فحصل وثبت، وابن عطية: نزل ووجد، والقرطبي: فظهر.
ويتبين مما تقدم، صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه تفسير الشيء بلازمه لأن من لوازم الوقوع البيان والظهور.
(١) جامع البيان ٢٧/ ٢٧. معاني القرآن وإعرابه ٥/ ٦١. معالم التنزيل ص ١٢٣٧. الكشاف ٤/ ٤١١. الجامع لأحكام القرآن ١٧/ ٤٢. البحر المحيط ٩/ ٥٦٨. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٦/ ٨. (٢) جامع البيان ٢٩/ ٢٨٣. معالم التنزيل ص ١٣٧٣. الكشاف ٤/ ٦٧٩. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٦/ ٣٦٩. (٣) مقاييس اللغة ص ٨٨٠. (٤) تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم ٥/ ١٥٣٦. (٥) جامع البيان ٩/ ٢٩. (٦) جامع البيان ٢٠/ ١٨.