[وذكر أهل التفسير أن الكتب في القرآن على خمسة أوجه]
أحدها: الأمر. ومنه قوله تعالى في المائدة: {ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [المائدة: ٢١]، أي: أمركم بدخولها.
والثاني: الجعل. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: ٥٣]، وفي المجادلة:
{أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ} [المجادلة: ٢٢].
والثالث: القضاء. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} [آل عمران: ١٥٤]، وفي براءة:
{قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} [براءة: ٥١]، وفي الحج: {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ} [الحج: ٤]، وفي المجادلة:
{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [المجادلة: ٢١].
والرابع: الفرض. ومنه قوله تعالى في البقرة: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: ١٨٣]، وفيها:
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ} [البقرة: ١٧٨]، وفيها: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} [البقرة: ١٨٠]، وفيها: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} [البقرة: ٢١٦]، وفيها:
{هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} [البقرة: ٢٤٦]، وفيها: {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ} [البقرة: ٢٤٦]. وفي سورة النساء:
{رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ} [النساء: ٧٧].
والخامس: الحفظ. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} [النساء: ٨١]» (١).
[دراسة الوجوه التي ذكرها ابن الجوزي]
الوجه الأول: الأمر.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [المائدة: ٢١].
وقال به من السلف: قتادة؛ قال: «أمروا بها كما أمروا بالصلاة». ونحوه عن: السدي (٢).
(١) نزهة الأعين النواظر ص ٥١٤.
(٢) ذكره عنهما البغوي في معالم التنزيل ٣٦٨.