ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة، قال الزَّجَّاجي:«لولا: لها موضعان، فأحدهما: يمتنع بها الشيء لوجود غيره. والآخر: تكون تحضيضا، كقولك: قصدت زيداً فلولا عمراً، تأويله: فهلا قصدت عمراً .. والتحضيض وهي تكون في بعض الأحوال بمعنى هلا، وذلك إذا رأيتها بغير جواب، تقول: لولا فعلت كذا، قال الله تعالى:{فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا}[الأنعام: ٤٣]. وقال تعالى:{فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ}[الواقعة: ٨٦]. أي فهلاَّ»(١).
(١) حروف المعاني ص ٥. (٢) زاد المسير ص ٦٣٨. (٣) معاني القرآن للفراء ١/ ٤٧٩. جامع البيان ١١/ ٢١٠. معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٣٣. معالم التنزيل. الكشاف ٢/ ٣٥٣. المحرر الوجيز ٣/ ١٤٣. الجامع لأحكام القرآن ٨/ ٢٤٥. البحر المحيط ٦/ ١٠٧. تفسير القرآن العظيم ٣/ ٥١٣. (٤) ذكره عنه ابن الجوزي في زاد المسير ص ٦٧٦. (٥) معاني القرآن وإعرابه للفراء ٢/ ٣٠.