ومن المفسرين: ابن جرير، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان وابن كثير (٣).
ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآيات، ومأخذه ٠ التفسير بالمثال، لأن القتل والجلاء، مثال ونوع من أنواع الخزي.
تنبيه:
بعد عرض هذه الوجوه ومن قال بها فإنه يحسن التنبيه إلى أمرين:
الأول: أن هذه اللفظة يتنازعها مصدران في اللغة، فهي دائرة بين، من وقع في بَليَّة فيُذَل ويُحقر، وبين الحياء والانكسار؛ قال في القاموس:«خَزِيَ: كَرَضِيَ، خِزْياً، بالكسر، وخَزىً: وقَعَ في بَلِيَّةٍ وشُهْرَةٍ فَذَلَّ بذلك، كاخْزَوَى. وأخْزاهُ الله: فَضَحَهُ. ومن كلامِهِمْ لِمَنْ أتَى بِمُسْتَحْسَنٍ: مالَهُ أخْزاهُ الله، ورُبَّمَا حَذَفُوا مالَهُ. والخَزْيَةُ، ويُكْسَرُ: البَلِيَّةُ. وخَزِيَ أيضاً خَزَايَةً وخَزىً، بالقصر: اسْتَحْيا، والنَّعْتُ: خَزْيانُ»(٤).
(١) جامع البيان ١/ ٥٢٧. معاني القرآن وإعرابه ١/ ١٦٧. الكشاف ١/ ١٨٨. المحرر الوجيز ١/ ١٧٥. البحر المحيط ١/ ٤٧٢. (٢) جامع البيان ١٧/ ١٥٦. (٣) جامع البيان ١٧/ ١٥٦. معالم التنزيل ص ٨٥٩. الكشاف ٣/ ١٤٧. المحرر الوجيز ٤/ ١٠٩. الجامع لأحكام القرآن ١٢/ ١٣. البحر المحيط ٧/ ٤٨٨. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/ ٤١٤. (٤) القاموس المحيط مادة (خزي).