ويشهد له حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: أنزل القرآن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتلاه عليهم زمانا فقالوا يا رسول الله لو قصصت علينا فأنزل الله تعالى:{الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ}[يوسف: ١]، إلى قوله:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}[يوسف: ٣]، فتلاه عليهم زمانا؛ فقالوا يا رسول الله لو حدثتنا، فأنزل الله تعالى:{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا}[في الزمر: ٢٣]» (١).
وقال به من المفسرين: مقاتل بن سليمان، والسمرقندي (٢).
ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآيتين، ومأخذه سبب النزول.
الوجه السادس: اتباع الأثر.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى:{وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ}[القصص: ١١].
وقال به من السلف: ابن عباس، ومجاهد، وابن إسحاق، وقتادة، والسُّدي (٤).
(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٢/ ٣٤٥ وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وخرجه السيوطي في الدر ٤/ ٤٤٣، ونسبه إلى إسحاق بن راهويه، والبزار، وأبي يعلى، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وأبي الشيخ، وابن مردويه. (٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٣١٨. تفسير السمرقندي ٢/ ١٧٨. (٣) إرشاد العقل السليم ٦/ ٤٠. (٤) جامع البيان ٢٠/ ٥٠.