وذكر بعض المفسرين أن الفتنة في القرآن على خمسة عشر وجهاً:
أحدها: الشرك. ومنه قوله تعالى في البقرة:{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ}[البقرة: ١٩٣]، وفيها:{وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}[البقرة: ١٩١]، وفي الأنفال:{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}[الأنفال: ٣٩].
والثاني: الكفر. ومنه قوله تعالى في آل عمران:{فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ}[آل عمران: ٧]. وكذلك كل فتنة مذكورة في حق المنافقين واليهود.
والثالث: الابتلاء والاختبار. ومنه قوله تعالى في طه:{وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا}[طه: ٤٠]، وفي العنكبوت: {وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (٢) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [العنكبوت: ٢ - ٣].
(١) تأويل مشكل القرآن ص ٢٦٠. (٢) بلا عزو في العين ص ٧٢٩. ومقاييس اللغة ص ٨٠٦. والصحاح. واللسان (فتن)؛ وللاستزادة من اللغة تنظر المواضع ذاتها.