ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه السياق القرآني وهو الإقامة قبله، ويجوز أن يكون مأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة؛ قال ابن فارس:«والصلاة هي التي جاء بها الشَّرع، من الركوع والسُّجود وسائرِ حدود الصلاة»(٢).
ومعنى كلام السلف يدل عليه؛ كقول ابن عباس:«إن الله يرحم النبي والملائكة يدعون له»(٣).
وقال بمعناه من المفسرين: ابن جرير، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وابن كثير (٤).
الآية الثانية: قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ}[الأحزاب: ٤٣]، وقال به من السلف: سعيد بن جبير (٥).
وقال بمعناه من المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (٦)؛ أكثرهم قال في تفسير صلاة الله تعالى على عباده بالرحمة.
(١) جامع البيان ٦/ ٣٧٢. معاني القرآن وإعرابه ٢/ ١٨٣. معالم التنزيل ٣٨٥. الكشاف ١/ ٦٨٢. المحرر الوجيز ٢/ ٢٠٨. الجامع لأحكام القرآن ٦/ ١٤٤. البحر المحيط ٤/ ٣٠٠. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/ ٥٦٦. (٢) مقاييس اللغة ٥٤٩. (٣) ذكره عنه البغوي في معالم التنزيل ص ١٠٥١. (٤) جامع البيان ٢٢/ ٥٥. معاني القرآن للنحاس ٥/ ٣٧٤. معالم التنزيل ١٠٥١. الكشاف ٣/ ٥٦٦. المحرر الوجيز ٤/ ٣٩٨. الجامع لأحكام القرآن ١٤/ ١٤٩. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٥/ ٢٠٨. (٥) تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم ٩٠/ ٣١٣٩. (٦) معاني القرآن للفراء ٢/ ٣٤٥. جامع البيان ١٢/ ٢٤. معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٢٣١. معاني القرآن للنحاس ٥/ ٣٥٦. معالم التنزيل ١٠٤٥. الكشاف ٣/ ٥٥٥. المحرر الوجيز ٤/ ٤٥٣. الجامع لأحكام القرآن ١٤/ ١٢٨. البحر المحيط ٨/ ٨٠٢. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٥/ ١٩٠.