وتبعه في رأيه وتفسيره لآية الفرقان بآية إبراهيم السعدي، وأورد هذا القول الكلبي، والرازي، والزَّمخشري، والبيضاوي، والشوكاني (١).
ويتبين مما تقدم أن الوجه الرابع: إبليس. ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة، وقد بلغ من الشهرة أن كتب المعاجم اللغوية حين تأتي له تقول:«والشيطان معروف»(٢).
[نتيجة الدراسة]
[تحصل من تلك الدراسة، صحة وجوه ثلاثة وهي]
الوجه الأول: الكاهن. ودل عليه قوله تعالى:{وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ}[البقرة: ١٤]، ومأخذه التفسير بالمثال لأن الكاهن مثال للشياطين في الآية.
الوجه الثاني: الطاغي من الجن والإنس. ودل عليه قوله تعالى:{شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ}[الأنعام: ١١٢].وقوله تعالى:{طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ}[الأنعام: ١١٢]، وشهد له حديث أبي ذر المتقدم، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة، كما أشار إليه ابن فارس.
الوجه الثالث: الحية. ودل عليه بقوله تعالى:{طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ}[الصافات: ٦٥]، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة، كما قال ابن فارس.
(١) تيسير الكريم الرحمن ص ٥٨٢. التسهيل لعلوم التنزيل ٣/ ٧٨. التفسير الكبير ٢٤/ ٦٧. الكشاف ٣/ ٢٨٢. تفسير البيضاوي ٤/ ٢١٥. فتح القدير ص ١٢١٨. (٢) مقاييس اللغة ص ٤٧٩، والصحاح ص ٥٤٨.