«قال ابن قتيبة: المعين: الماء الظاهر، وهو مفعول من العين (١).
وقال ابن فارس: يقال: معن الماء: جرى. وهو معين وأمعن الفرس: تباعد في عدوه.
[وذكر بعض المفسرين أن المعين في القرآن على وجهين]
أحدهما: الخمر. ومنه قوله تعالى في الواقعة:{وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ}[الواقعة: ١٨].
والثاني: الماء الظاهر. ومنه قوله تعالى في الملك:{إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ}[الملك: ٣٠]» (٢).
[دراسة الوجوه التي ذكرها ابن الجوزي]
الوجه الأول: الخمر.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى:{وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ}[الواقعة: ١٨].
ولم أقف على من قال أن المعين هنا: الخمر.
والذي ورد عن السلف يفيد أنهم فسروا الكأس بالخمر والمعين بالجريان وقال به منهم: ابن عباس، وقتادة والضحاك قولهم «من خمر جارية». ومما يدل على ذلك جلياً رواية أخرى عن الضحاك إذ يقول:«الكأس: الخمر»(٣).
(١) تفسير غريب القرآن ٢٩٧. وللاستزادة من اللغة ينظر: العين: ٩٥٣. مقاييس اللغة ٧٠٣. المحكم والمحيط الأعظم ٢/ ٢٠٢. وذكرَ هذا البابَ في زيادته على أفرادِ ابنِ فارس الزركشي؛ وذكر أن جميع مافي القرآن من (المعين) فهو الجاري واستثنى ما ذُكر بعد الدراسة (البرهان ١/ ١٤٢). (٢) نزهة الأعين النواظر ص ٥٤١. (٣) جامع البيان ٢٧/ ٢١٥.