وللسلف في الآية قول آخر وهو: الذكر والثناء الحسن؛ وليس عن القول الآخر ببعيد فهو من لوازمه والثناء والذكر الحسن ضرب من ضروب الطاعة.
وقال ابن عثيمين في معنى هذه الآية:«أن مَنْ ذَكر الله ذكره الله؛ لقوله تعالى:{أَذْكُرْكُمْ}؛ وكون الله يذكرك أعظم من كونك تذكره؛ ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي:» من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي؛ ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه «، وذكر الله يكون بالقلب، وباللسان، وبالجوارح؛ فالأصل ذكر القلب»(١).
ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية ومأخذه تفسير الشيء بسببه لأن من أسباب ذكر الله تعالى لعبده طاعته إياه.
وقال بمعناه من المفسرين: ابن جرير، والزَّجَّاج، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير؛ قالوا: ذكرهم الله بعظيم نعمة الإسلام حين جمعهم بعد فرقة (٤)، ومن لوازم التذكير الحفظ.
(١) تفسير القرآن الكريم ٢/ ١٦٧. (٢) تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم ١/ ١٣٠. (٣) جامع البيان ١/ ٤٣٠. معالم التنزيل ٣٩. الكشاف ١/ ١٧٥. المحرر الوجيز ١/ ١٥٩. الجامع لأحكام القرآن ١/ ٢٩٧. البحر المحيط ١/ ٣٩٣. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/ ٢٥٧. (٤) جامع البيان ٤/ ٤٥. معاني القرآن وإعرابه ١/ ٤٥٠. معالم التنزيل ٢٢٩. الكشاف ١/ ٤٢٤. المحرر الوجيز ١/ ٤٨٤. الجامع لأحكام القرآن ٤/ ١٠٦. البحر المحيط ٣/ ٢٨٧. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/ ٨٠.